3- الحسابات الفلكية وإثبات شهر رمضان - Templat mirip Yahoo
Headlines News :
Home » » 3- الحسابات الفلكية وإثبات شهر رمضان

3- الحسابات الفلكية وإثبات شهر رمضان

Written By Pelatihan blog on Sabtu, 21 Januari 2012 | 02.39

"{ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُۖ } [البقرة:185] فمن كان شاهداً أي حاضراً مقيماً غير مسافر في الشهر فليصم فيه ولا يفطر".

و عليه كان رأي الإمام فخر الدين الرازي:

"{ شَهِدَ } أي حضر والشهود الحضور".

ويقول أيضا:
"أن شهود الشهر بماذا يحصل؟ فنقول : إما بالرؤية وإما بالسماع".

إذاً علمنا كيف أن معنى كلمة ( شهد ) في الآية الكريمة هو حضر و لا يوجد أي رأي آخر في تفسير معنى كلمة ( شهد ) في هذه الآية, كما أن السياق اللغوي في الآية يدعم هذا التفسير حيث أن العبارة التالية لعبارة ( فمن شهد..... ) تؤيد معنى ( من حضر الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فإنه يقضي تلك الأيام. شرح ذلك الإمام الألوسي:

"ولا يحسن أن يقال من علم الهلال فليصم ومن كان مريضاً أو على سفر فليقض لدخول القسم الثاني في الأول والعاطف التفصيلي يقتضي المغايرة بينهما…ولذا ذهب أكثر النحويين إلى أن الشهر مفعول به ـ فالفاء ـ للسببية أو للتعقيب لا للتفصيل".

الإمام الألوسي قال هنا أنه لغوياً لا يمكن للعبارة في الآية الكريمة أن تتعدى أحد معنيين. فهي إما تعني الحضور شخصياً أو بالمعرفة. و المعنى لا يذهب إلى الرؤية بالعين المجردة للهلال سواءً أخذنا كلمة ( الشهر ) على أنها مفعول به أو مفعول فيه.

"{ شَهِدَ } من الشهود والتركيب يدل على الحضور إما ذاتاً أو علماً، وقد قيل: بكل منهما هنا".

و الرازي أيضاً رأى أنه على أي حال كان فإن المعنى سيكون الحضور و ليس الرؤية بالعين البشرية المجردة للهلال الجديد.

" ثم ههنا قولان: أحدهما: أن مفعول شهد محذوف لأن المعنى: فمن شهد منكم البلد أو بيته بمعنى لم يكن مسافراً وقوله: { ٱلشَّهْرُ } انتصابه على الظرف وكذلك الهاء في قوله: { فَلْيَصُمْهُۖ } . والقول الثاني: مفعول { شَهِدَ } هو { ٱلشَّهْرُ } والتقدير: من شاهد الشهر بعقله ومعرفته فليصمه وهو كما يقال: شهدت عصر فلان، وأدركت زمان فلان".

إنه من المعتاد عند العرب استخدام كلمة ( الشهادة ) على أنها الحضور فهم يقولون: ( شهدت صلاة الجمعة أو الحج ) و من المعروف أن كلاً من صلاة الجمعة والحج ليسا مما هو مادي يرى بالعين المجردة, لذا من الواضح أن المعنى هنا هو حضور صلاة الجمعة أو حضور الحج في السنة كذا و كذا.

بما أن المناقشة السالفة تؤدينا إلى النتيجة الحتمية بأن شهود شهر رمضان هو السبب الشرعي الحقيقي لوجوب صيام رمضان و ليست الرؤية كذلك.

لسوء الحظ يحاول بعض المسلمين المعاصرين أن يفرضوا رأيهم على النص القرآني و لا يسمحون للنص أن يتكلم إليهم. إنهم يحاولون إسقاط فهمهم الخاص على النص بشكل تعسفي ثم يقدمونه على أنه التفسير الصحيح للحكم القرآني. و الآية الكريمة التي بين يدينا هي مثل حي و صارخ على هذا الأمر كيف أن بعض المسلمين المعاصرين يفرضون فهمهم و يسحبونه على النص الإلهي على أن القرآن يقول ما يرونه صحيحاً, و المفروض أن يكون العكس و أن يكون القرآن الكريم هو الأصل و أن يكون رأيهم و تفسير تبعاً له.

"وعن ٱبن أبي مليكة قال: سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن تفسير حرف من القرآن فقال: أيّ سماء تُظِلّني ، وأيّ أرض تُقِلّنيٰ وأين أذهبٰ وكيف أصنعٰ إذا قلت في حرف من كتاب الله بغير ما أراد تبارك وتعالى".

إن أبا بكر ( ر ) كان قد سئل عن تفسير كلمة بسيطة في القرآن و غير مرتبطة بحكم شرعي و لكنه أبى و خاف أن يقول ما ليس بمتأكد منه فكيف يسمح بعض الناس لأنفسهم أن يغيروا تفسير كلمة في القرآن و يفسروها على هواهم دون التدقيق في المعنى المقصود. أعاذنا الله و المسلمين من أن نقول على الله ما لا نعلم.

و إذا قلنا أننا نذهب إلى ما ذهب إليه هؤلاء المسلين المعاصرين بأن الرؤية هي رؤية بصرية بالعين المجردة فعندها يبرز لنا عدة أسئلة إذ هل على كل من يرى الهلال في رمضان أن يصوم فكيف إذاً بالمريض أو الطفل الذي لم يكلف أو الحامل أو المسافر أو المرأة المسنة. فهل عليهم أن يصوموا جميعاً في ما إذا رأوا الهلال بالعين المجردة.

و من الناحية الأخرى: إذا أخذنا معنى ( شهد ) أي بالعين المجردة للإنسان فإن ذلك يؤدي إلى أن كل من لم يشاهد الهلال بعينه المجردة لا يصوم, و عادة تكون قلة من الناس من يرى الهلال, و الله سبحانه و تعالى لم يقل فمن شهد منكم الشهر فليصم كل أهل القرية أو المدينة و لو أراد الله سبحانه هذا لقاله و هو عليه قدير.

إذاً هذا يقودنا إلى خلط كبير في صيام الشهر. لذا فسر أبو سعود و كشاف و سمرقندي و تقريباً كل المفسرون أن المعنى هنا هو ( الحضور ).

إنه من الصحيح أن بعض الفقهاء فسروا هذه العبارة ( شهد ) في ضوء الأحاديث التي تقول بالرؤية البصرية بالعين المجردة لهلال شهر رمضان كالحديث الآتي:

"حدّثنا آدمُ حدَّثَنا شُعبةُ حدَّثَنا محمدُ بنُ زيادٍ قال: سمعتُ أبا هُريرةَ رضيَ اللّهُ عنهُ يقول: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ـ أو قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ـ «صُوموا لِرُؤْيتهِ وأفطِروا لرُؤيته، فإن غُبِّيّ عليكم فأكملوا عِدَّةَ شَعبانَ ثلاثين».

أبو بكر الجصاص ذهب إلى أنه في ضوء الأحاديث يمكن لنا أن نقول أن شهود الشهر هو الرؤية البصرية, و لكنه لم يقل إطلاقاً أن الآية الكريمة في سورة البقرة و كلمة ( شهد ) فيها تعنى هذا فقط. و هو لم يقل إطلاقاً أن رؤية الهلال بالعين المجردة هو التفسير الصحيح الوحيد للآية الكريمة. هذا هو رأيه في فهم الآية وكيفية شهود الشهر و ليس هو تفسيراً للآية.حتى و إن كان تفسيرا للآية فهو تفسير مخالف للتفاسير الأخرى الواردة في معنى هذه الآية. و يقول الجصاص بنفسه في أمكنة كثيرة أخرى بأن الشهود هو الحضور:
"وقَوْله تَعَالَى : { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ } يَعْتَوِرُهُ مَعَانٍ ، مِنْهَا : مَنْ كَانَ شَاهِدًا يَعْنِي مُقِيمًا غَيْرَ مُسَافِر".

كما يوضح أيضا:
"وَيَحْتَمِلُ قَوْلُهُ : { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى شَاهِدِ الشَّهْرِ أَيْ عَلِمَهُ ، وَيَحْتَمِلُ قَوْلُهُ : { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ } فَمَنْ شَهِدَهُ بِالتَّكْلِيفِ ؛ لِأَنَّ الْمَجْنُونَ ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ التَّكْلِيفِ فِي حُكْمِ مَنْ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ فِي انْتِفَاءِ لُزُومِ الْفَرْضِ عَنْهُ ، فَأَطْلَقَ اسْمَ شُهُودِ الشَّهْرِ عَلَيْهِمْ ، وَأَرَادَ بِهِ التَّكْلِيفَ".

يلخص الجصاص المعاني الثلاثة لكلمة "شهد" والأحكام المستندة إليها في عبارة تالية:
"وَالْأَحْكَامُ الْمُسْتَفَادَةُ مِنْ قَوْلِهِ : { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } إلْزَامُ صَوْمِ الشَّهْرِ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ شَاهِدًا لَهُ ، وَشُهُودُ الشَّهْرِ يَنْقَسِمُ إلَى أَنْحَاءٍ ثَلَاثَةٍ : الْعِلْمُ بِهِ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : شَاهَدْتُ كَذَا وَكَذَا ؛ وَالْإِقَامَةُ فِي الْحَضَرِ ، مِنْ قَوْلِكَ : مُقِيمٌ وَمُسَافِرٌ وَشَاهِدٌ وَغَائِبٌ ؛ وَأَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ التَّكْلِيفِ عَلَى مَا بَيَّنَّا".

ولذا يجب علينا أن نفهم رأي الجصاص و غيره المطالب برؤية الهلال لإثبات الشهر في سياق المعاني المذكورة آنفا. فقوله:"فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ رُؤْيَةَ الْهِلَالِ هِيَ شُهُودُ الشَّهْر", لا بد وأن يفهم في هذا السياق. و كذلك قول الإمام أبو بكر ابن العربي:
"قَوْله تَعَالَى : { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } : مَحْمُولٌ عَلَى الْعَادَةِ بِمُشَاهَدَةِ الشَّهْرِ ، وَهِيَ رُؤْيَةُ الْهِلَالِ ، وَكَذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ } .وَقَدْ زَلَّ بَعْضُ الْمُتَقَدِّمِينَ فَقَالَ : يُعَوَّلُ عَلَى الْحِسَابِ بِتَقْدِيرِ الْمَنَازِلِ ، حَتَّى يَدُلَّ مَا يَجْتَمِعُ حِسَابُهُ عَلَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ صَحْوٌ لَرُئِيَ ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ } .مَعْنَاهُ عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ فَأَكْمِلُوا الْمِقْدَارَ ، وَلِذَلِكَ قَالَ : { فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا } .وَفِي رِوَايَةٍ : { فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا صَوْمَ ثَلَاثِينَ ثُمَّ أَفْطِرُوا } رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ، وَقَدْ زَلَّ أَيْضًا بَعْضُ أَصْحَابِنَا فَحَكَى عَنْ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ : يُعَوَّلُ عَلَى الْحِسَابِ وَهِيَ عَثْرَةٌ لَا لَعًا لَهَا".

و نختم هذا الجزء من بحثنا بكلام الإمام و المجتهد المالكي أبو العباس شهاب الدين القرافي الذي يقول:
وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } فَلَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى هَذَا الْمَطْلُوبِ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ ؛ لِأَنَّ شَهِدَ لَهَا ثَلَاثُ مَعَانٍ شَهِدَ بِمَعْنَى حَضَرَ وَمِنْهُ شَهِدْنَا صَلَاةَ الْعِيدِ ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَشَهِدَ بِمَعْنَى أَخْبَرَ وَمِنْهُ شَهِدَ عِنْدَ الْحَاكِمِ أَيْ أَخْبَرَهُ بِمَا يَعْلَمُهُ ، وَشَهِدَ بِمَعْنَى عَلِمَ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى { وَاَللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } أَيْ عَلِيمٌ وَهُوَ فِي الْآيَةِ بِمَعْنَى حَضَرَ قَالَ وَتَقْدِيرُ الْآيَةِ فَمَنْ حَضَرَ مِنْكُمْ الْمِصْرَ فِي الشَّهْرِ فَلْيَصُمْهُ أَيْ حَاضِرًا مُقِيمًا احْتِرَازًا مِنْ الْمُسَافِرِ فَإِنَّهُ لَا يَلْزَمُهُ الصَّوْمُ ، وَإِذَا كَانَ شَهِدَ بِمَعْنَى حَضَرَ لَا بِمَعْنَى شَاهَدَ وَرَأَى لَمْ يَكُنْ فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى اعْتِبَارِ الرُّؤْيَةِ وَلَا عَلَى اعْتِبَارِ الْحِسَابِ أَيْضًا فَإِنَّ الْحُضُور فِي الشَّهْرِ أَعَمُّ مِنْ كَوْنِهِ ثَبَتَ بِالرُّؤْيَةِ أَوْ بِالْحِسَابِ

مناقشة قول الجمهور بأن الأهلة هي مواقيت للناس:

ذهب الجصاص مثلا بأن الآية القرآنية التالية تعلق حكم الصيام برؤية الأهلة:
"قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ } فَعَلَّقَ الْحُكْمَ فِيهِ بِرُؤْيَةِ الْأَهِلَّةِ".
يلخص الجمهور من هذا الإستدلال بأن الهلال أمر مشهود مَرْئِيٌّ بِالْأَبْصَارِ لا بد من رؤيته لبداية صيام شهر رمضان.

ولكننا نقول بأن الآية لا تدل على أن الرؤية المجردة هي الواجبة لإثبات الشهور:
يقول الألوسي في سبب نزول هذه الآية:
" أخرج ابن عساكر بسند ضعيف أن معاذ بن جبل ، وثعلبة بن غنم قالا : يا رسول الله ما بال الهلال يبدو ويطلع دقيقاً مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان لا يكون على حال واحد؟ فنزلت ، وفي رواية أن معاذاً قال : يا رسول الله إن اليهود يكثرون مسألتنا عن الأهلة فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فيراد بالجمع على الرواية الأولى ما فوق الواحد أو ينزل الحاضرون المترقبون للجواب منزلة السائل وظاهره المتبادر على الرواية الثانية بناءاً على أن سؤال اليهود من بعض أصحابه بمنزلة السؤال منه صلى الله عليه وسلم إذ هو طريق علمهم ومستمد فيضهم".

ثم يوضح الألوسي كلمة الهلال قائلا:
" والأهلة جمع هلال واشتقاقه من استهل الصبي إذا بكى وصاح حين يولد ومنه أهل القوم بالحج إذا رفعوا أصواتهم بالتلبية ، وسمي به القمر في ليلتين من أول الشهر ، أو في ثلاث أو حتى يحجر وتحجيره أن يستدير بخط دقيق وإليه ذهب الأصمعي أو حتى يبهر ضوءه سواد الليل ، وغيا ذلك بعضهم بسبع ليال وسمي بذلك لأنه حين يرى يهل الناس بذكره أو بالتكبير؛ ولهذا يقال : أهلّ واستهل ولا يقال هلّ".

الضعف في الحجة المتعلقة بمعنى كلمة "الهلال" في اللغة:

إذا إعطاء كلمة ( الهلال ) معنى القمر الجديد لأول ليلتين أو ثلاثة من الشهر, هو تعريف نابع من العرف و ليس تعريفاً لغوياً صحيحاً باعتماد جذر الكلمة. فإن المعنى اللغوي الأصلي لكلمة ( هلال ) لا تعتمد على معنى الضوء أو الرؤية. يقول محمد بن يعقوب الفيروز آبادي:

"الهِلالُ غُرَّةُ القَمَرِ أو لِلَيْلَتَيْنِ أو إلى ثلاثٍ أو إلى سبعٍ، ولِلَيْلَتَيْنِ من آخِرِ الشهرِ، سِتٍّ وعشرينَ وسبعٍ وعشرينَ، وفي غيرِ ذلك قَمَرٌ، والماءُ القليلُ، والسِنانُ، والحَيَّةُ، أو الذَّكَرُ منها، وسِلْخُها، والجَمَلُ المَهْزول ُ … والغُبارُ، … والغلامُ الجميلُ، …والحِجارةُ المَرْصوفَةُ …والدُّفْعَةُ من المَطَرِ ج أهِلَّةٌ وأهالِيل".

وكلمة ( هلال ) مشتقة من الجذر ( هلل ) كما يشرح ابن منظور:
هلل
: هَل السحابُ بالـمطر وهَل الـمطر هَلاًّ وانْهَل بالـمطر انْهِلالاً واسْتَهَل : وهو شدَّة انصبابه. وفـي حديث الاستسقاء: فأَلَّف الله السحاب وهَلَّتنا . قال ابن الأَثـير: جاء فـي رواية لـمسلـم، يقال: هَل السحاب إِذا أَمطر بشدَّة، والهِلال الدفعة منه، وقـيل: هو أَوَّل ما يصيبك منه، والـجمع أَهِلَّة علـى القـياس، وأَهالـيل نادرة. وانْهَل الـمطر انْهِلالا : سالَ بشدَّة، واستهلَّت السماءُ فـي أَوَّل الـمطر، والاسم الهِلالُ. وقال غيره: هَلَّ السحاب إِذا قَطَر قَطْراً له صوْت، وأَهَلَّه الله؛ ومنه انْهِلال الدَّمْع وانْهِلال الـمطر؛ قال أَبو نصر: الأَهالِـيل الأَمطار

فمن هذا نرى أن جذر كلمة ( هلال ) يتضمن في الأصل معنيين, بداية الشئ و أوله و المعنى الآخر هو رفع الصوت
كما يقول إبن منظور:

"انهلَّت السماءُ إِذا صبَّت، واستهلَّت إِذا ارتفع صوتُ وقعها، وكأَنَّ اسْتِهلال الصبـيّ منه. وفـي حديث النابغة الـجعديّ قال: فنَـيَّف علـى الـمائة وكأَنَّ فاهُ البَرَدُ الـمُنْهَل ؛ كل شيء انصبَّ فقد انْهَل ، يقال: انهلَّ السماء بالـمطر ينهلُّ انْهِلالاً وهو شدَّة انْصِبابه. قال: ويقال هلَّ السماء بالـمطر هَلَلاً، ويقال للـمطر هَلَلٌ وأُهْلول . والهَلَل : أَول الـمطر. يقال: استهلَّت السماء وذلك فـي أَول مطرها. ويقال: هو صوت وَقْعِه. واستهل الصبـيُّ بالبُكاء: رفع صوته وصاح عند الوِلادة. وكل شيء ارتفع صوتُه فقد استهلَّ. والإِهْلال بالـحج: رفعُ الصوت بالتَّلْبـية. وكلُّ متكلـم رفع صوته أَو خفضه فقد أَهَلَّ واستهلَّ وفـي الـحديث: الصبـيُّ إِذا وُلِد لـم يُورَث ولـم يَرِثْ حتـى يَسْتَهِل صارخاً. وفـي حديث الـجَنِـين: كيف نَدِي مَن لا أَكَل ولاشَرِبَ ولا اسْتَهَل".

أي عندما تمطر السماء بصوت عال أو عندما يتكلم الرجل بصوت عال أو عندما يبكي الطفل بصوت عال, كلها تشير إلى نفس الجذر. هذا المعنى اللغوي للكلمة ظهر في عدد من الأحاديث الشريفة.

"وأَصله رَفْعُ الصَّوت. وأَهَلَّ الرجل واستهلَّ إِذا رفع صوتَه. وأَهَلَّ الـمُعْتَمِرُ إِذا رفع صوتَه بالتَّلْبِـية، وتكرر فـي الـحديث ذكر الإِهْلال، وهو رفعُ الصوت بالتَّلْبِـية. أَهَلَّ الـمـحرِمُ بالـحج يُهِلُّ إِهْلالاً إِذا لَبَّى ورفَع صوتَه. والـمُهَل ، بضم الـميم: موضعُ الإِهْلال ، وهو الـميقات الذي يُحْرِمون منه، ويقع علـى الزمان والـمصدر. اللـيث: الـمُـحرِمُ يُهِل بالإِحْرام إِذا أَوجب الـحُرْم علـى نفسه؛ تقول: أَهَل بحجَّة أَو بعُمْرة فـي معنى أَحْرَم بها، وإِنما قـيل للإِحرام إِهْلال لرفع الـمـحرِم صوته بالتَّلْبـية. والإِهْلال : التلبـية، وأَصل الإِهْلال رفعُ الصوتِ. وكل رافِعٍ صوتَه فهو مُهِلّ".

أظهر ابن منظور أن أصل كلمة ( هلال ) هو ( ارتفاع الصوت ). و نفس الفعل استخدم ليعبر عن الشخص الذي علا صوته. و كل شئ يعلو صوته نستطيع أن نقول عنه ( مهلل ). و قد توصل ابن المنظور إلى أن المعنى الأصلي للكلمة يأتي من ارتفاع الصوت فيقول:
"قال أَبو العباس: وسمي الهلالُ هِلالاً لأَن الناس يرفعون أَصواتهم بالإِخبار عنه".
ويقول أبو حيان الأندلسي:
"وسمي هلالاً لارتفاع الأصوات عند رؤيته من قولهم : استهل الصبي ، والإهلال بالحج ، وهو رفع الصوت بالتلبية ، أو من رفع الصوت بالتهليل عند رؤيته".
يقول جارالله الزمخشري:
"وأهلّوا الهلال واستهلّوه: رفعوا أصواتهم عند رؤيته، وأهلّ الهلال واستهلّ إذا أبصر. وأهلّ الصبيّ واستهلّ إذا رفع صوته بالبكاء. وانهلّت السماء بالمطر واستهلّت وهو صوت المطر. وتهلّل السحاب بالبرق: تلألأ".
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
"وَذَلِكَ أَنَّ الْهِلَالَ أَمْرٌ مَشْهُودٌ مَرْئِيٌّ بِالْأَبْصَارِ . وَمِنْ أَصَحِّ الْمَعْلُومَاتِ مَا شُوهِدَ بِالْأَبْصَارِ وَلِهَذَا سَمَّوْهُ هِلَالًا ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْمَادَّةَ تَدُلُّ عَلَى الظُّهُورِ وَالْبَيَانِ : إمَّا سَمْعًا وَإِمَّا بَصَرًا كَمَا يُقَالُ : أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ وَأَهَلَّ بِالذَّبِيحَةِ لِغَيْرِ اللَّهِ إذَا رَفَعَ صَوْتَهُ وَيُقَالُ لِوَقْعِ الْمَطَرِ الْهَلَلُ . وَيُقَالُ : اسْتَهَلَّ الْجَنِينُ إذَا خَرَجَ صَارِخًا . وَيُقَالُ : تَهَلَّلَ وَجْهُهُ إذَا اسْتَنَارَ وَأَضَاءَ . وَقِيلَ : إنَّ أَصْلَهُ رَفْعُ الصَّوْتِ . ثُمَّ لَمَّا كَانُوا يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ سَمَّوْهُ هِلَالًا".
يقول الحافظ ابن حجر:
"قَالَ الطَّبَرِيُّ : الْإِهْلَال هُنَا رَفْع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ وَكُلّ رَافِع صَوْته بِشَيْءٍ فَهُوَ مُهِلّ بِهِ ، وَأَمَّا أَهَلَّ الْقَوْم الْهِلَال فَأَرَى أَنَّهُ مِنْ هَذَا لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَرْفَعُونَ أَصْوَاتهمْ عِنْدَ رُؤْيَته".

يجب أن يكون من الواضح الآن أن المعنى الأصلي لكلمة ( هلال ) مرتبط بالعلامة الأولى لظهور الشئ مع ارتفاع في الصوت و ليس مع ضياء و لمعان القمر الجديد. إذا سمي القمر الجديد ( هلالاً ) لأنه العلامة الأولى لولادة القمر يصاحبه ارتفاع صوت الناس عندما يرونه مخبرين الآخرين بولادة الشهر الجديد. و لم يكن هناك من طريقة متاحة للناس في تلك الأزمنة إلا الرؤية بالعين المجردة. لهذا السبب كانوا يعرفونه على أنه شئ يرى و ليس يعلم. و أبعد من ذلك فإن المعنيان اللذان ذكرناهما سابقاً للهلال هما ينطبقان تماماً على الأيام الأولى لولادة القمر. لهذا, فإن القمر الجديد سمي ( هلالاً ). و لو كان إطلاق كلمة ( هلال ) على القمر الجديد بسبب ضيائه و لرؤيته لكان من الأولى إطلاق هذا الاسم على القمر المتكامل لأنه أكثر ضياءً و نوراً.

فالتعريف النابع من العرف يقبل التغيير بتغير الزمان و العرف, كما يقوله الفقهاء:
"إنَّ الْأَحْكَامَ الَّتِي تَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ الْأَزْمَانِ هِيَ الْأَحْكَامُ الْمُسْتَنِدَةُ عَلَى الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ ؛ لِأَنَّهُ بِتَغَيُّرِ الْأَزْمَانِ تَتَغَيَّرُ احْتِيَاجَاتُ النَّاسِ ، وَبِنَاءً عَلَى هَذَا التَّغَيُّرِ يَتَبَدَّلُ أَيْضًا الْعُرْفُ وَالْعَادَةُ وَبِتَغَيُّرِ الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ تَتَغَيَّرُ الْأَحْكَامُ… ، بِخِلَافِ الْأَحْكَامِ الْمُسْتَنِدَةِ عَلَى الْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي لَمْ تُبْنَ عَلَى الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ فَإِنَّهَا لَا تَتَغَيَّر".ُ
و يضيف الآفندي:
"عَلَى أَنَّ الْإِمَامَ أَبَا يُوسُفَ يَقُولُ : إذَا تَعَارَضَ النَّصُّ وَالْعُرْفُ يُنْظَرُ فِيمَا إذَا كَانَ النَّصُّ مَبْنِيًّا عَلَى الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ أَمْ لَا ؟ فَإِذَا كَانَ النَّصُّ مَبْنِيًّا عَلَى الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ تُرَجَّحُ الْعَادَةُ وَيُتْرَكُ النَّصُّ" .

إذاً فالقمر الجديد الذي ليس له ضياء عند الولادة يمكن أن نسميه ( هلالاً ) و كذلك الحال إذا استطعنا تعيين القمر الجديد بالحسابات الفلكية و أخبر الناس عنه و تكلموا و رفعوا أصواتهم يمكن لنا أن نسميه ( هلالاً ) أيضاً.

الأدعية المسنونة عند رؤية الهلال أساسها الروايات الضعيفة:
لقد استند بعض العلماء المعاصرين في تمسكهم بالرؤية البصرية على أحاديث نبوية ورد فيها بعض الأدعية عند رؤية الهلال فقالوا أن توجيه النبي ( ص ) لنا كي نقول هذه الأدعية عند رؤية الهلال هو دليل على أن الرؤية البصرية واجبة للابتداء بالشهور الإسلامية. إلا أننا إذا تتبعنا أسانيد الأحاديث الواردة في هذا الباب نجدها أحاديث ضعيفة لا يمكن البناء عليها في الأحكام الشرعية الواجبة.

"حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا أَبَانُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا".

"حدثنا عبد الله حدَّثني أبي ثنا أبو عامر ثنا سليمان بن سفيان المدايني حدَّثني بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده : « أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال : اللهم أَهِلَّه علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله »

وأبو داود يروي أيضا الرواية التالية:

"حدثنا مُحَمَّدُ بنُ الْعَلاَءِ أَنَّ زَيْدَ بنَ حُبَابٍ أخبرهم عن أَبِي هِلاَلٍ عن قَتَادَةَ ،: « أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلاَلَ صَرَفَ وَجْهَهُ عَنْهُ ».

ثم "قَالَ أبُو دَاوُدَ: لَيْسَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في هٰذَا الْبَابِ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ صَحِيحٌ".

يقو ل ابن العربي:

مَّا إنَّهُ رَوَى أَبُو دَاوُد وَغَيْرُهُ عَنْ قَتَادَةَ بَلاغًا عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثَيْنِ مُتَعَارِضَيْنِ: أَحَدُهُمَا: {أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إذَا رَأَى الْهِلالَ أَعْرَضَ عَنْهُ} . الثَّانِي: {أَنَّهُ كَانَ إذَا رَآهُ قَالَ: هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، آمَنْت بِاَلَّذِي خَلَقَك ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا} . قَالَ الْقَاضِي: وَلَقَدْ لُكْته فَمَا وَجَدْت لَهُ طَعْمًا. وَقَدْ أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ زَوْجِ الْحُرَّةِ أَنْبَأَنَا النَّجِيُّ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ مَحْبُوبٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ سَوْرَةَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَدَنِيُّ، أَنْبَأَنَا بِلالُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ {أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إذَا رَأَى الْهِلالَ قَالَ: اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ {أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إذَا رَأَى الْهِلالَ قَالَ: اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ} . قَالَ ابْنُ سَوْرَةَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ".

كما يخبرنا ملا علي قاري:

"رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب".

سبب نزول آية الأهلة:

و كما قلنا آنفاً بأن الأدعية المذكورة في الأحاديث عند رؤية الهلال لا تثبت أن الرؤية هي السبب الشرعي الوحيد للتيقن من دخول الشهر، فكذلك الحال بالنسبة لآية الأهلة.
و قيل في سبب نزول آية الأهلة: "أنه في أول الإسلام كان إذا أحرم الرجل منهم فإن كان من أهل المدن نقب في ظهر بيته منه يدخل ويخرج ، أو يتخذ سلماً يصعد منه سطح داره ثم ينحدر ، وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخباء ، فقيل لهم : ليس البر بتحرجكم عن دخول الباب ، ولكن البر من اتقى".

وقيل أيضا:
" أن أهل الجاهلية إذا أحرم أحدهم نقب خلف بيته أو خيمته نقباً منه يدخل ويخرج إلا الحمس ، وهم قريش وكنانة وخزاعة وثقيف وخيثم وبنو عامر بن صعصعة وبنو نصر بن معاوية ، وهؤلاء سموا حمساً لتشددهم في دينهم ، الحماسة الشدة ، وهؤلاء متى أحرموا لم يدخلوا بيوتهم ألبتة ولا يستظلون الوبر ولا يأكلون السمن والأقط ، ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كام محرماً ورجل آخر كان محرماً ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حال كونه محرماً من باب بستان قد خرب فأبصره ذلك الرجل الذي كان محرماً فاتبعه ، فقال عليه السلام : تنح عني ، قال : ولم يا رسول الله؟ قال : دخلت الباب وأنت محرم فوقف ذلك الرجل فقال : إني رضيت بسنتك وهديك وقد رأيتك دخلت فدخلت فأنزل الله تعالى هذه الآية وأعلمهم أن تشديدهم في أمر الإحرام ليس ببر ولكن البر من اتقى مخالفة الله وأمرهم بترك سنة الجاهلية فقال : { وَأْتُواْ البيوت مِنْ أبوابها } فهذا ما قيل في سبب نزول هذه الآية".

و سياق الآية يشعر كأن الله سبحانه و تعالى يعنفهم على تغييرهم أوقات الحج وتأخيرها إلى شهور أخرى غير شهر ذي الحجة، و على أنهم يولون الاهتمام الأكبر لدخول البيوت من ظهورها مع أن هذا ليس من التقوى في شئ، و ليس له أية علاقة بمناسك الحج. بل أن الله سبحانه وتعالى أراد منهم أن يؤدوا الحج في وقته الذي افترضه عليهم دون تغيير أو تبديل أو لعب في مواقيت الشهور باستخدامهم الحسابات الرياضية المجردة عن الأهلة و الموجودة في الزيجات و أمرهم بالرجوع إلى المواقيت الأصلية لبدايات الشهور و نهاياتها معتمدين في تحديدها على الأهلة المفروضة من الله وليس اعتماداً على مصالحهم الدنيوية مثل مواسم التجارة و الحرب. وقال الله تعالى أن ربط الشهور بالأهلة و خاصة شهر الحج هو أكثر أهمية و تقوى من بعض المظاهر التي يقومون بها كدخول البيوت من ظهورها".
يقول الإمام أبو عبدالله القرطبي:
" أفرد سبحانه الحج بالذكر لانه مما يحتاج فيه إلى معرفة الوقت، وأنه لا يجوز النسئ فيه عن وقته، بخلاف ما رأته العرب، فإنها كانت تحج بالعدد وتبدل الشهور، فأبطل الله قولهم وفعلهم".
ويقول الرازي:
"كأنهم سألوا عن الحكمة في اختلاف حال الأهلة فقيل لهم : اتركوا السؤال عن هذا الأمر الذي لا يعنيكم وارجعوا إلى ما البحث عنه أهم لكم فإنكم تظنون أن إتيان البيوت من ظهورها بر وليس الأمر كذلك".

مناقشة أدلة من السنة:

أولاً إن الأحاديث الشريفة قد طالبت بوضوح باستخدام الرؤية البصرية للهلال الجديد على أنها وسيلة لتحري الدقة وليست شرطاً لعبادة الصيام بذاتها. صحيح أن الرسول ( ص ) قد أمر بالرؤية البصرية و لكنها كانت الوسيلة الوحيدة الصحيحة المتوفرة في تلك الفترة للتأكد من ولادة القمر الجديد, فالرؤية هي علامة على بدء هلال جديد. و هذا الذي قاله النبي ( ص ) " نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ". الشهر يحتوي أحياناً على تسعة و عشرين يوماً, و أحياناً على ثلاثين يوماً. و العبادة مرتبطة بالوقت و الوقت في الإسلام مرتبط بالقمر و ليس بالشمس كما نعلم, فالتقويم الإسلامي هو تقويم قمري وليس تقويماً شمسياً, والشريعة لا تريد منا أن نصوم رمضان قبل أن يبدأ الشهر, كما أن الإسلام لا يريدنا أن نضيع يوماً من رمضان في احتفالاتنا بالعيد في اليوم الأخير من رمضان. لهذا السبب قال لنا ( ص ) ألا نبدأ صيام رمضان يوماً أو يومين قبل الوقت, ولا نتوقف عن الصيام يوماً أو يومين قبل الوقت كذلك. يريدنا ( ص ) أن نبدأ صيام رمضان ونحن على تثبت من الشهر الجديد و ننهيه كذلك على تثبت. الرؤية البصرية كانت الوسيلة الصحيحة الوحيدة المتاحة لهم للتثبت من بداية و نهاية الشهر,ولذلك منع النبي (ص) إستخدام الحسابات الرياضية التى بها غيرت التقويم القمري إلى التقويم الشمسي و رجع الوقت إلى أصلها بقوله (ص) " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته".

لهذا السبب أكد الرسول ( ص ) على رؤية الهلال الجديد و ليس لأن الرؤية بحد ذاتها شرطاً في الصوم, أو أنها عبادة بنفسها بل لأنها وسيلة للتأكد من ولادة القمر الجديد, أي لمعرفة الفرض في العبادة, الآن إذا كان فرض العبادة ممكن التثبت منه بوسيلة أكثر دقة و صحة ( الحسابات الفلكية ) فإن استبدال الرؤية البصرية به يحقق لنا الدقة و لا يكون خرقاً أو معارضة للأوامر النبوية أو مخالفة للشريعة بل تكملة و تأدية لها.

ثانياً: إذا كانت الرؤية البصرية هي فرض بحد ذاتها أو مطلوبة بنفسها و لا يكون تحديد بداية الشهر إلا بها فكان يجب أن تتبع حتى في اليوم الثلاثين من شعبان. لا يوجد أي أحد يخرج في الثلاثين من شعبان أو الثلاثين من رمضان لرؤية الهلال, ولا يوجد أي فقيه ذهب هذا المذهب لأن الرؤية مطلوبة لتحري الدقة و ليس للرؤية بحد ذاتها. فما دامت الدقة و الصحة مضمونة بتكملة ثلاثين يوماً ( حيث أن الشهر القمر في الإسلام لا يمكن أن يتجاوز هذا الحد ) فإن الرؤية لم تعد بذات بال و ليس لها أهمية لمعرفة بداية الشهر. حيث أن الكل يعلم أن القمر الجديد لا بد أنه ولد و أنه في الأفق مع تكملة ثلاثين يوماً من شعبان و لا أحد يفكر أو يحاول أساساً رؤية الهلال بالعين المجردة. لذا فإننا نعود لقولنا أن الرؤية ليست مطلوبة بنفسها و أنما هي وسيلة لتحري الدقة في تعيين وجود الهلال الجديد في الأفق.

ثالثاً: إذا قلنا أن الرؤية ليست مطلوبة في الثلاثين من شعبان لأنه ( ص ) قال " فإن غم عليكم أكملوا ثلاثين يوماً " فإنني أقول أن هذا القول النبوي يأمر بإكمال ثلاثين يوماً في حالة الطقس الغائم. و لا يقول لا تروا القمر الجديد في الثلاثين من شعبان إذا لم يكن الطقس غائماً في التاسع و العشرين منه. أي لنفرض أنه لم يكن غائماً في التاسع والعشرين من شعبان و أن القمر لم يرى في ذلك المساء أليس من المفروض أن يطالبنا الحديث بالرؤية في الثلاثين من شعبان فيما إذا كانت الرؤية هي المطلوبة بحد ذاتها و أنها فرض بعينها للبدأ بالصيام. لكن عبارة ( إذا غم عليكم ) مشروطة بالغمام تعني فقط عندما يكون الطقس غائماً و لا تعني عندما لا يكون كذلك. ولو أن الرؤية هي مطلوبة بحد ذاتها إذاً لطالبنا بها النبي ( ص ) حتى في الثلاثين و خاصة عندما لا يرى القمرالجديد بسبب الغيم أو ليس بسبب عدم وضوح الرؤية و إنما لأنه ليس موجود أصلاً في الأفق. لكن عندما نفهم أن الرؤية ليست مطلوبة لنفسها بل هي وسيلة لتحري الدقة وأن الدقة في بداية و نهاية الشهر هي المطلوبة بحد ذاتها ففي هذه الحالة نستطيع أن نفهم أن لماذا الرؤية مطلوبة في التاسع و العشرين من شعبان و ليس الحال كذلك في الثلاثين منه.

رابعاً: الرؤية ليست شرطاً للصوم حتى في التاسع والعشرين من شعبان. ولو أنها كذلك لما كان يسمح لأي مسلم أن يبدأ شهر رمضان إلا من خلال رؤية الهلال الجديد في التاسع و العشرين من شهر شعبان. لكن ابن عمر و السيدة عائشة و أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين كانوا يبدؤون الصيام في اليوم التالي إذا كان الطقس غائماً في التاسع والعشرين من شعبان دون رؤية الهلال الجديد بسبب عدم وضوح الرؤية, كما سنفصل في الصفحات القادمات. و إنهم لم يكونوا يصومونه على أنه يوم زائد و إنما على أنه يوم مفروض من رمضان. و هذه كانت الحالة مع كثير من التابعين, و مع مدرسة فقهية بأكملها حيث اعتمدت هذا الرأي. الإمام أحمد تبع عمل هؤلاء الصحابة, و تبنى هذا الرأي و كل المدرسة الحنبلية تبنت هذا الرأي بعد ذلك. و من المهم معرفة أن ابن عمر هو الراوي الأصلي للعديد من الأحاديث الصحيحة و التي تطالب بالرؤية لتحديد الصيام. فعلى سبيل المثال:

"حدّثنا عبدُ اللّهِ بنُ مَسْلمةَ عن مالكٍ عن نافعِ عن عبدِ اللّهِ بنِ عُمَر رضيَ اللّهُ عنهما: «أنَّ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ رَمضان فقال: لا تَصوموا حتّى تَرَوُا الهلالَ، ولا تُفْطِرُوا حتّى تَرَوْه، فإِن غُمَّ عليكم فاقدُروا له»

"حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصوموا حتى تَرَوا الهلال، ولا تفطروا حتى تَرَوْه، فانْ غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له".

كما سنرى أن ابن عمر كان يبدأ شهر رمضان بمجرد العد لأيام شهر شعبان و بدون الرؤية للهلال الجديد في حالة الطقس الغائم في التاسع و العشرين من شهر شعبان. إن هذا التصرف من ابن عمر الراوي الأصلي لأحاديث الرسول ( ص ) و التي تطالب الرؤية البصرية للتثبت من دخول أو عدم دخول شهر رمضان يفسر المعنى الحقيقي للأحاديث و يمهد للنقاش الثاني الأكثر أهمية و للرأي الثاني للجمهور و هو مفهوم العلاقة بين الاسباب و المسببات؛ أي بين الرؤية البصرية و بين الصيام. فلا يعقل أن تكون الرؤية البصرية هي بذاتها السبب الشرعي المحدد للصيام أو لشهر رمضان, لكن المقصود وراء اللجوء إليها هو تحري الدقة.

و من الضروري الانتباه إلى النقطة التالية بينما نناقش هذا الموضوع .

من الثوابت المعروفة عند الفقهاء أن الرؤية البصرية ليست شرطاً بنفسها في تحديد شهر رمضان كما يقول محمد بن علي بن دقيق العيد الفقيه الشافعي المعروف.
"وَلَيْسَ حَقِيقَةُ الرُّؤْيَةِ بِشَرْطٍ مِنْ اللُّزُومِ ; لِأَنَّ الِاتِّفَاقَ عَلَى أَنَّ الْمَحْبُوسَ فِي الْمَطْمُورَةِ إذَا عُلِمَ بِإِكْمَالِ الْعِدَّةِ , أَوْ بِالِاجْتِهَادِ بِالْأَمَارَاتِ : أَنَّ الْيَوْمَ مِنْ رَمَضَانَ , وَجَبَ عَلَيْهِ الصَّوْمُ وَإِنْ لَمْ يَرَ الْهِلَالَ . وَلَا أَخْبَرَهُ مَنْ رَآهُ".

الفقيه الحنفي المعروف سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني يقول أن جميع فقهاء المسلمين يجمعون على أن رؤية القمر الجديد هي فقط وسيلة و ليست فرضاً بنفسها:

" ِأَنَّ قوله تعالى { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ } مَعْنَاهُ شَاهَدَ الشَّهْرَ فَالشُّهُودُ عِلَّةٌ وَأَيْضًا قَوْلُهُ عليه الصلاة والسلام { صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ } يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ إذْ لَيْسَ الْمُرَادُ حَقِيقَةَ الرُّؤْيَةِ إجْمَاعًا بَلْ مَا يَثْبُتُ بِهَا وَهُوَ شُهُودُ الشَّهْرِ".

أما الشيخ مصطفى الزرقاء فيقول في ذلك:

"وما دام من البديهات أن رؤية الهلال الجديد ليست فى ذاتها عبادة فى الإسلام، و إنما هي وسيلة لمعرفة الوقت، وكانت الوسيلة الوحيدة الممكنة فى أمة أمية لا تكتب ولا تحسب، و كانت أميتها هي العلة فى الأمر بالاعتماد على العين الباصرة، وذلك بنص الحديث النبوي مصدر الحكم".

صحيح أن النبي (ص) كان قد وصف الرؤية البصرية بأنها الطريقة الوحيدة المتوفرة لدى المسلمين للتثبت من دخول شهر الصيام أوالتثبت من عدم دخوله, لكنه (ص) ذكر أيضاً السبب وراء قوله هذا و ذلك بأن الأمة في ذلك الوقت كانت أمة أمية لا تكتب ولا تحسب .

إضافةً إلى ذلك نجد أن الفعل ( رأى , يرى ) أو الرؤية وردت في القرآن الكريم في مواضع كثيرةً كما وردت في الأحاديث النبوية بصورة يستحيل معها أن يكون المعنى هو الرؤية البصرية بالعين المجردة بل إن المعنى يذهب في كثير من هذه الآيات و الأحاديث إلى التفكير و التدبر و اليقين.

كما أن مشتقات الفعل يرى قد تكررت في القرآن الكريم حوالي 328 مرة و ليست كلها بالمعنى القريب للرؤية بل تعدى معناها إلى المعنى الدلالي و المعنى البعيد مثل التفكر و التأمل و التدبر و اليقين و هو أمر وارد بكثرة في كلمات اللغة العربية عموماً و كلمات القرآن خصوصاً.

فمثلاً ورد في اللآية 2:242 و اللآية 2:46 المعنى البعيد والدلالي للفعل رآي و ليس المعنى القريب بقوله تعالى:

" ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون". (البقرة:243)

"ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ..." (البقرة: 246)

ينطبق هذا أيضاُ على الآيات 2:258 – 3:23 – 4:44 – 4:49 – 4:60 – 96:9 – 96:13 – 107:1 و عدد آخر من الآيات.

و إذا عدنا إلى الحديث المتعلق بالصوم نرى أن إستخدام الرؤية البصرية في الحديث لا يبدو أنه هو الهدف بذاته بل إن الهدف هو تحري الدقة المطلوبة لبداية الصيام

"حدّثنا مُسدَّدٌ حدَّثَنا عبدُ الواحدِ حدَّثَنا الشَّيْبَانِيُّ قال: سمعتُ عبدَ الله بنَ أبي أوفى رضيَ الله عنهُ قال: «سِرْنا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهوَ صائمٌ، فلما غَرَبتِ الشمسُ قال: انزل فاجدَحْ لنا، قال: يارسولَ الله لو أمسَيتَ؟ قال: انزِلْ فاجدَحْ لنا، قال: يارسولَ الله إِنَّ عليكَ نهاراً، قال: انزِلْ فاجدَحْ لنا، فَنَزَلَ فجدَحَ، ثم قال: «إذا رأَيتُم الليلَ أقْبلَ مِن ها هنا فقد أفطَرَ الصائمُ»، وأشارَ بإِصبَعِه قِبَل المَشرِق".

"حدّثنا إسحاقُ الواسِطيُّ حدَّثَنا خالدٌ عن الشَّيْبانيِّ عن عبدِ الله بنِ أبي أوفى رضيَ الله عنهُ قال: «كنّا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ وهوَ صائمٌ، فلمّا غَرَبَتِ الشمسُ قال لِبعضِ القومِ: يافلانُ قم فاجدَحْ لنا، فقال: يارسولَ الله لو أمْسَيْتَ؟، قال: انزلْ فاجدَحْ لنا، قال: يارسولَ الله فلو أمْسَيْت؟ قال: انزِلْ فاجدَحْ لنا، قال: إِنَّ عليكَ نهاراً، قال: انزِلْ فاجدَحْ لنا. فنزَلَ فجَدَحَ لهم، فشَرِبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قال: إذا رأيتمُ الليلَ قد أقْبَلَ مِن هاهنا فقد أفطَر الصائم".
ُ
"حدّثنا عليُّ بن عبدِ الله حدَّثَنا جريرُ بن عبدِ الحميد عن أبي إسحاقَ الشيبانيِّ عن عبدِ الله بن أبي أوفى قال: «كنا في سَفَرٍ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلما غَرَبَتِ الشمسُ قال لرجلٍ: انزِل فاجدَحْ لي. قال: يا رسولَ الله لو أمسيت. ثم قال: انزل فاجدَح. قال: يا رسول الله لو أمسيتَ، إن عليك نهاراً. ثم قال: انزِل فاجدَح، فنزل فجدَحَ له في الثالثة، فشَرِبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم أومأ بيدِهِ إلى المشرق فقال: إذا رأيتُمُ الليلَ قد أقبلَ من ها هنا فقد أفطَرَ الصائم".

في هذه الأحاديث نجد أن الرسول ( ص ) قد استخدم كلمة ( رأيتم ) فيما له علاقة بإفطار شهر رمضان فقد قال
( ص ): ( إذا رأيتم الليل أقبل من المشرق ), و إذا أردنا أن نأخذ هذا الكلام بشكل حرفي فإن علينا أن نخرج كل مساء لرؤية الليل المقبل من الشرق قبل أن نفطر تلك الليلة. في وقتنا الحالي لا يخرج أحد في المساء ليرى إذا غابت الشمس لكي يفطر. بل إن المسلمين حول العالم يستخدمون الحسابات الفلكية لمعرفة أوقات الإفطار و الإمساك.في أيام الرسول (ص) لم يكن أمام المسلمين الكثير من الخيارات لهذا فقد إعتمدوا أكثر الطرق المتوفرة دقةً و صحة أما في أيامنا هذه فهناك طرق أخرى أكثر دقة و صحة في تحديد أوقات السحور و الآمساك و لا يعترض على إستخدامها أي من الفقهاء.

قال الله سبحانه و تعالى:

"وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ..."(البقرة)

بالإضافة لهذا فإن الأمة الإسلامية و على مدى القرون العديدة الماضية اعتمدت على الأقطاب و الظل لتحديد أوقات الصلوات الخمس. و الرسول ( ص ) قال باتباع ظل الشمس لتحديد أوقات الصلوات الخمس. لكننا حديثاً نعتمد على الحسابات الفلكية في تحديدها. و الكلام هنا ليس من مبدأ أن الصلوات الخمس مرتبطة بالنظام الشمسي بينما شهر رمضان مرتبط بالنظام القمري. بل الكلام هنا أن النص القرآني و النص النيوي كلاهما مطبقان روحياً و غايةً وليس حرفياً لأن تطبيقهما حرفياً ليس بفرض في الشريعة في كثير من الأمور. الفرض في الشريعة هو تحقيق الهدف و الغاية من النص.

Muhammad Syafii Tampubolon | Buat Lencana Anda
Share this article :

0 komentar:

Speak up your mind

Tell us what you're thinking... !

Subscribe via RSS Feed If you enjoyed this article just click here, or subscribe to receive more great content just like it.
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
Proudly powered by Blogger
Copyright © 2011. Templat mirip Yahoo - All Rights Reserved
Template Design by Creating Website Published by Mas Template